- . الوفاة أثناء انقطاع الكهرباء وليس كما ادعى المسؤولون بعدها بساعة ونصف .
- . اتصال مزعوم من مدير المستشفى لا أساس له من الصحة .
- . غرفة مريض عناية خالية من وسائل بديلة في حالات الطوارئ .
- . المرحومة طلبت القليل من الماء بتوسل ، منعنا الكادر التمريضي من إنجادها .
- - تقرير : منى نعلاوي
تصوير : علاء الدين البطاط
مونتاج : محمد الجبر
" إلى متى ، وهل سنكون نحن الأردنيون ضحية فاجعة قادمة تسلبنا أرواحنا كما فعلت بغيرنا ؟ " ، لم تعد لقمة عيش المواطن البسيط هو ما يسعى إليه كل يوم ؛ بل أصبحت هذه التساؤلات هي اكثر ما يؤرقه ، مآس يغلفها التقصير والإهمال ، وتتبعها كالعادة مبررات و تكهنات مصطنعة هدفها فقط امتصاص غضب شعبي لا أكثر ، حادثة جديدة تنضم إلى سلسلة كوارث المستشفيات ، فبعد أن فقد 8 من المواطنين أرواحهم نتيجة نقص الأوكسجين في مستشفى السلط سابقا ، وفاتان جديدتان تنضمان إلى قوائم الموت جراء انقطاع التيار الكهربائي في مستشفى الجاردنز ليلة السبت / الأحد 26 / 7 / 2021 ، بعد أن نقلنا الحدث بالصوت والصورة من أمام مبنى المستشفى تنفرد من جديد بلقاء حصري مع عائلة واحدة من الضحيتين المرحومة سناء قاسم النجار من داخل منزلها ، وتكشف تفاصيل تنشر لأول مرة ...
الرواية الرسمية :
تعرض مستشفى الجاردنز المختص بعلاج كورونا ليل السبت / الأحد بتاريخ 26 / 7 / 2021 لانقطاع في التيار الكهربائي ، ما أدى إلى تسجيل حالتي وفاتين جراء ما حدث .
وبحسب وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة صخر دودين فقد تم توجيه النيابة العامة لفتح تحقيق بشأن الحادثة.
و قال وزير الصحة الدكتور فراس الهواري إنّ النتائج الأولية لتشريح الوفاتين تؤكد وجود "خثرات رئوية" تسببت بانخفاض الأكسجين ؛ وتحدث نتيجة الحالة الطبية المرضية التي كانت تعاني منها الحالتان.
وأضاف الهواري، أن شخصا توفي قبل والآخر بعد انقطاع التيار الكهربائي بنحو ساعة ونصف.
، ودعا إلى انتظار النتيجة النهائية للتحقيق.
أما مدير مستشفى الجاردنز، فايز أبو حميدان قال إنّ تعطل جهاز الأكسجين لإحدى الوفاتين لم يستمر أكثر من دقيقتين ، و أنه جرى استبداله ، موضحا بأن سبب "تعطله ليس انقطاع الكهرباء ، مرجحا أن تكون بطارية الجهاز لا تعمل ، لكن خلال دقائق قليلة استطاعوا أن يعطوا المريضة جهاز أكسجين باليد " ، مشيرا إلى أن "المسؤول عن التنفس قال إنه تم إعطاء الأكسجين لها خلال دقيقتين .
زوج الضحية يؤكد " الوفاة أثناء انقطاع الكهرباء وليس كما يدعي الوزير بعدها بساعة ونصف "...
زوج سناء النجار ضحية حادثة مستشفى الجاردنز الدكتور زياد الدغامين " المرحومة عند إجراء فحص الكورونا بتاريخ 23 / 6 / 2021 تبين إصابتها بالفيروس ، وفي 1 / 7 / 2021 تم إدخالها إلى مستشفى الجاردنز في قسم العناية الحثيثة ، حالتها الصحية كانت تتطور بشكل إيجابي ، تعاني من التهاب رئوي ولكن كانت في تحسن مستمر ، واعية لكل ما يحدث حولها تتكلم و تحاول أن تتفاعل معنا بإشارات خفيفة لتطلب ما تريد ، يوم الوفاة كانت تطلب ماء للشرب برجاء شديد جدا ؛ فرفض الممرض المتواجد عندها طلبها حتى مع توسلاتنا إليه أن يرحمها بالقليل ، أسلوبه كان فظا مستفزا ومنفرا قائلا " إن لم يعجبك أرجعها إلى الغرفة التي كانت موجودة بها " ، معللا رفضه بأن الأوكسجين قد يتأثر بصورة مفاجئة ويمكن أن تتعرض لانتكاسة ، تفاصيل المأساة بدأت عند الساعة العاشرة و7 دقائق تقريبا حيث كان أبنائي متواجدين في غرفة والدتهم انقطع التيار الكهربائي فجأة ، وتعطلت الإنارة و التكييف وتحديدا في غرفة المرحومة تعطل الجهاز الرئيسي المزود لها بالأوكسجين ، حاول الممرضون تشغيله بكل الطرق ، البطاريات المفترض أن تعمل لساعات طويلة فارغة ، ما حدث سبب إرباكا كبيرا لدى الممرضين والممرضات والموظفين في قسم العناية وخاصة أن هذه الغرفة لم تكن مجهزة بوسائل بديلة لا " ماسكات ولا زجاج " خاص بالأجهزة ، هذا كله استغرق 10 دقائق كانت فيها زوجتي قد فارقت الحياة ، حاولوا بعد ذلك ضخ الأوكسجين لها بشكل يدوي عن طريق ضغط الأكياس الخاصة بذلك ، بعد أكثر من 20 دقيقة تقريبا عادت الكهرباء ، حاول الأطباء إنقاذها بعد أن تم تشغيل الأجهزة ولكن بعد فوات الأوان كانت قد ماتت ، وأنا أؤكد أن الوفاة حدثت أثناء الانقطاع وليس كما يزعم وزير الصحة بأنها كانت بعد عودة الكهرباء بساعة ونصف ، أما فيما يتعلق بادعاءات مدير المستشفى بأن الانقطاع حدث للإنارة فقط فهو عار عن الصحة ، فنحن كنا شهود عيان من داخل غرفة المرحومة ، الكهرباء انقطعت بالكامل إنارة وتكييف وأجهزة أمام أعيننا ، والإرباك الذي حصل للأطباء والممرضين وعجزهم عن إيجاد بدائل كل هذا أدى إلى وفاة زوجتي ، وما زاد الأمر سوء هو ادعاء مدير المستشفى بأنه اتصل بي في الساعة الخامسة ليخبرني بسوء حالتها الصحية وهذا كله غير صحيح ، لم أتلقى أي مكالمة منه نهائيا وفي الساعة التي يدعي بأنه اتصل بي أثناءها كانت ابنتي والموجودة عند والدتها تخبرني بأن حالتها في تحسن وقراءات الأجهزة لديها تتحسن بشكل ملحوظ " .
ابنة الضحية " انقطعت الكهرباء وأمي تختنق وتموت امام عيني "...
بدموع ابنة فجعت بأحب الناس إليها تقول أنوار الدغامين ابنة المرحومة " والدتي يوم وفاتها استنجدت بي لتشرب الماء ولكن الممرض منعني من ذلك وقلبي يعتصر من الألم عليها وأنا اتوسل إليهم ، كنت مرافقة لها في مرضها في كل دقيقة ، مؤشرات حالتها الصحية في تحسن مستمر ، أما عند انقطاع التيار الكهربائي سادت في القسم وغرفة والدتي تحديدا حالة من التوتر والفزع ، شاهدت أمي تومئ بيديها بأنها تحتاج إلى الأوكسجين وتتوسل إلى من حولها بأعين وأنفاس تلتقط للمرة الأخيرة ، رأيتها تختنق وتفارق الحياة بعيني في هذه الأثناء والكادر الطبي والتمريضي ما زال يبحث عن بدائل لحل المشكلة ، كانت أصعب وأقسى لحظة في حياتي ، أمي ماتت وأنا عاجزة عن مساعدتها ، وأنا أقسم بأن لحظة انقطاع الكهرباء والذي استمر نصف ساعة تقريبا جهاز الأوكسجين كان معطلا وليس كما سمعت من ادعاءات بأنه كان يعمل ".
ابن الضحية " طلبنا من إدارة المستشفى الاتصال بالدفاع المدني ولم نجد استجابة "...
يؤكد محمد الدغامين ابن الضحية بأن انقطاع الكهرباء عن قسم العناية الحثيثة استغرق تقريبا 25 دقيقة ، وما كان يعمل هو فقط الأجهزة التي تحتوي على مزود كهرباء ثانوي أما باقي ما تبقى كان معطلا بالكامل وتحديدا في غرفة والدته ، وحسب محمد " نحن من اتصلنا بالدفاع المدني لإنقاذ مريضتنا وليس إدارة المستشفى ، مع العلم بأننا طلبنا ذلك ولم نجد استجابة من موظفي وإدارة المستشفى ، وزير الصحة عندما وصل طلبنا منه الاطلاع على حالة والدتي حينها ولكنه ذهب لمرضى آخرين ".
عائلة الضحية " سنرفع قضية على المستشفى ووزارة الصحة "...
أكدت عائلة الضحية سناء نيتهم رفع قضية على مالك وإدارة المستشفى ووزارة الصحة ، والهدف هو معاقبة ومواجهة هذا الإهمال بصرامة ، و إلا ستكون أرواح المواطنين رخيصة عند الكادر الطبي والذي نحترمه جميعا ونقدره ، وحتى يتم معالجة الخلل وأينما كان .